Ads 468x60px

السبت، 17 مارس 2012

فيسبوك: حفلات تلصص ضد الجميع

Print Friendly and PDF
يفسد فيسبوك حياة الكثيرين بطرق عديدة خاصة حين يصبح وسيلة التواصل الوحيدة بين المشتركين فيه.
فبدلا من زيارة الأهل والأصدقاء أصبح موقع التلاقي الاجتماعي هذا بديلا رديئا عن الحياة الاجتماعية الطبيعية بل أصبح مفسدا للمناسبات الاجتماعية التي يقف الجميع فيها لالتقاط الصور لنشرها على فيسبوك بدلا من الاستمتاع بالمناسبة بذاتها.  
هذا ما حصل معي مرارا في حفلات عديدة، ومنها مؤخرا حفل تخرج لطلاب مدرسة حيث حزن بعض الحضور وبقوا جالسين على المقاعد بينما هب الجميع ليلتقطوا صور أبناءهم وبناتهم حاجبين الرؤية أمام من يريد مشاهدة الحفل والاستمتاع به.
ستحتاج إلى خبير إنترنت لمعرفة كيف ترسل رسالة لشخص بعينه دون أن يراها باقي المدعوين إلى هذه الحفل الرقمية الرديئة، سواء كانت على توتير أو فيسبوك، فقد أصبحت هناك أجيال بحالها لا تتواصل حتى بالبريد الإلكتروني وتعيش حياتها على الإنترنت وفيسبوك وهلم جرا.

وللإنصاف لا بد من الإقرار هنا أن فيسبوك له فضل في جمع شمل من تقطعت بهم السبل واغتربوا  بعيدا ورا ءالبحار لكنه لا يجب أن يكون بديلا عن الزيارات ولا التلاقي الاجتماعي الطبيعي.
فأساس التواصل الناجح بين البشر هو حسن اختيار الوسيلة الملائمة لكل مناسبة، فهناك قضايا تستدعي اللقاء وجها لوجه وأخرى لا يناسب فيها سوى الاتصال الهاتفي وهناك حاجات اتصال يمكن أن تقضيها عبر فيسبوك أو تويتر أو البريد الإلكتروني أو الجمع بين هذه حسب الحاجة.ولندع أغراض التواصل إذ يبدو أنه كلما زادت تقنيات الاتصال كلما أصبحنا أكثر عزلة عن بعضنا كبشر.
لنرى ما يجري في جوانب الخصوصية. إذ أن فيسبوك يفتح معرض صورك أمام الجميع حتى أولئك الذين لم تدعوهم ولا تريد دعوتهم ولا السماح لهم بمشاهدة صورك، إذ يكفي وجود صديق مشترك لأحدهم معك، حتى يتسلل عبره أحد هؤلاء الذين تتجنبهم ليتصفح صورك ويعاين صور كل شبكات أصدقائك.
أما خاتمة المصائب فهي الإحراج من تلقيك دعوة لانضمام أحدهم لدائرة أصدقائك وأهلك، وهو من فئة تكره الأرض التي يطأها، ولا ننسى مذلة الانكسار حين يرفض أحدهم ضمك لأصدقائه بعد تنازلك لمجاملته بإرسال طلب الانضمام.
 المصدر

0 commentaires:

إرسال تعليق

:a   :b   :c   :d   :e   :f   :g   :h   :i   :j   :k   :l   :m   :n   :o   :p   :q   :r   :s   :t

حريّة الرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).

 
;